رحل قلبها عن العالم
الى السعاده حين ختمت كتاب الله حفظاً
ذات أمسية...
ارتديت ثوب الأمل المرقع بخوف اللحظة..
وكحلت عيني بحروف الرهبة...
ولبست في يداي أسورة من نور وأنا أمسك به بين يدي ..
كنت أهدهده كما تهدهد الأم طفلها الوحيد ...
الذي هو سلوتها في وحدتها...وابتسامتها الكامنة في وجهها
الذي افتقد الأمان...
وضعت على ثوبي وبين راحتي يدي عطرا يفوح شوقا..
وتوقا..!!
ونداءات الانتظار تحثني أن أسرعي!!!
بقي من العقد الفريد بضع لآلئ وجواهر ثمينة!!
وأتساءل هل حان وقت لبس العقد الفريد
عقدي الفريد !!
حلمي الكبير..
أنت!!..أنت!! أيها الحلم...
سافر إلي وضمني إليك وألبسني تاج الكرامة
...
أنت أنت يالحظتي
تعالي خبريني أني اليوم عروس
يالحظتي!!!
تعالي خبريني أني اليوم
مولودة جديدة..ولدت من رحم المعاناة...
جاءت متدثرة بغطاء دافئ..وقد تلقفتها أيدي حانية
الآن حان اللقاء..هذا لقاء الغاية الكبرى الذي انتظرته منذ سنين
في هذا اللقاء أخط خطا فاصلا بين ما مضى وماهو قادم!!
وهناك في الغرفة الصوتية..
تنتظر الآذان سماع الخبر العظيم..
وتكتم الفرحة أنفاسها المتقطعة اللاهثة ..ريثما تأتي اللحظة
أقرأ آياتك يارب كما لم أقرأها من قبل..
وأحس بها كما لم أحس بها من قبل..
أتوجس يارب طمعا منك في رحمة..وأنا أعلم أنك تراقبني
ولكني يارحمن السماوات والأرض أستنزل رحمتك بي
أظهر الفزع..أمتلئ خوفا...تعتريني القشعريرة
ونبرة صوتي المتقطع تهتز بقوة كأنها سفينة تصعد وتهبط في بحر لجي
وهل كان ذلك البحر اللجي إلا نفسي
التي عاندتني وعاندتها..
وجاهدتني وجاهدتها...
كي أفوز بتلك اللحظة!!! ..
أرتل آياتك ياربي..ترتيلا شجيا
حتى أصل لسورة الكافرون...
يزداد الشوق وتنهزم نفسي متقهقرة...هاربة
وينفتح في قلبي باب تطل منه اللحظة شيئا فشيئا..
يالحظتي ..انتظري.!!
لاتفتحيه حتى أنتهي
لكن خبريني هل أنا خائفة!!
أيها الخوف الجميل مد يدي إليك وصافحني
فقد عشقت الخوف!!
أيها الانتظار الفريد..اسكني..دوما..
فقد عشقت الانتظار
.......
....
.أيها القلب اقرأ
ثم اقرأ
ثم اقرأ
أيتها الأعين التي سهرت في ليالي الزمن الجميل
لاتنظري إلى الشاشة لترقبي التكبيرات
لاتجعلي الفرح يتسلل إليك قبل وصول اللحظة!!
فربما يرحل ولا يعود!!
..
...
...
...
...
ياسورة الناس..مابال حروفك أصبحت باكية
لما هذا النشيج بين الآية والآية
هل هي اللحظة أطلت بشذاها..
هل هي اللحظة غرقت في دموع الحنين
أبكيك
أبكيك
أبكيك
أبكيك يالحظتي فقد كنت أعد الأيام عداً
أبكيك لأني امتلكتك..وأصبحت جزءًا مني
وكم اقتربت وكم ابتعدت..
واليوم أنت ملكي
يادموعي ارفقي بي..
فالبكاء فرحا يدفع في الروح الحياة بقوة لتحيا..من جديد
وقد اعتادت الموت ألما وضيقا وهما..
افتحي الباب وادخلي
ومعك كل أفراح العالم..
وازرعي في صدري..تلك السكينة المهداة
سكينة أهل القرآن
فهذا الصدر يشكو الجراح!!!
.ضمديه باليقين وانزعي منه أشواك الذنوب
..
يالحظة الختم..
تعالي
علميني كيف أسجد.. علميني كيف أشكر
تعالي !!!
علميني كيف أحب الله
فأنا الآن شئ مختلف
كائن مختلف
روح مختلفة
علميني كيف أحافظ على عقدي
علميني كيف ألبس غيري عقودا
يالحظة الختم!!
ذكريني بضعفي وقوة الله
ذكريني بفقري واستغناء الله عني
ذكريني بعجزي فأنا لم أمتلكك لأني أستحق
ولكن لأن الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة
يالحظة الختم..!!
علميني أن أرأف بحال المحزونين
وأهدي الضالين
وأسعد البؤساء
علميني أن أسامح..
علميني أن أتغافل
وامسحي من ذاكرتي كل من أساء إلي
وذكريني بكل الأحبة الذين هجروا وغادروا ذات شتاء
علميني كيف أعيد الربيع..
علميني كيف أعيشه دوما
يالحظة الختم
كوني معي ومع غيري
واسألي طيوري المهاجرة أن تحملك لكل مشتاق
ولكل من قرأك هنا..وتمناك هنا
كوني مع كل أخ وكل أخت في الله
كوني مع كل مسكين وكل مسكينة
وكل طيب وكل طيبة
وكل بعيد وكل بعيدة
فبقاؤك معي وحدي يفقدك بريقك
ويسرق مني نشوة اللحظة!!